بعد نشوب ثورات الربيع العربي تقلد حكم
بعض البلاد العربية رؤساء يتبعون للتيار الاسلامي الذي جاءوا عن طريق صناديق
الاقتراع الديمقراطية ومن قبلهم حماس في غزة. بمناهجهم وفكرهم يعلمون ان الحكم
بمقادير الديمقراطية ليست غاية وانما وسيلة من وسائل الدعوة يجب ان يتم استغلالها
- كرسي الحكم - استغلالا دعويا على أكمل وجه، فكرسي
الحكم هو من انجع الاساليب لتقريب الناس وجعلهم يلتفون حول الحركة الاسلامية؛ لأن
الناس تصبح على احتكاك مباشر بموظفي الحكومة، فعندما تكون الحكومة أو الرئاسة تقدم
الخدمات للناس وتسهل عليهم أمورهم ومعاملاتهم وتعفيهم من بعض الضرائب التي كان من
شأنها التضييق على حياتهم إبان الحكومات السابقة، وتقدم صورة ونموذجا للحكم الاسلامي
على عكس ما كان يصوره العلمانيين والليبراليين والغرب.. ذلك من شأنه بأن يجعل
الناس جميعا يلتفون حول التيار الاسلامي او الحركة لاسلامية ويعجبون بهذا النموذج.
أما إذا حصل العكس وكانت ممارسات
الحكومة تُنفر الناس منها فإنه سوف يتكون عند الناس صورة سيئة عن الاسلاميين تدعم ما
كان ينشره العلمانيين وغيرهم من أعداء الاسلام عن التيار الاسلامي ووصوله الى
الحكم؛ فيصبح أيضا بذلك الوصول هدف الاسلاميين وغايتهم الكرسي وليس وسيلة من وسائل
الدعوة فتسقط الحركة الاسلامية من عيون الناس ولن تستطيع أن تقوم لها قائمة إلا
بعد زمن ليس بيسير.
الرسالة التي يجب أن تصل لهؤلاء الذين
وصلوا للحكم: أن لا تجعلوا الحكم هو الغاية وإنما يجب ان يكون وسيلة للدعوة بتقديم
صورة أنيقة عن الحكم الاسلامي ، إن لم يتم استغلالها جيدا فقدموا استقالاتكم ولا
تنفروا الناس من الدولة الاسلامية او الخلافة المنشودة.